ما بين التضخم في امريكا، وفقاعة ايفرجراند.. كيف سيصبح الاقتصاد العالمي؟

لا أحب أن أكون متشائما كعادتي عند النظر باستفاضة لكل معطيات الاقتصاد العالمي وخصوصا فيما يتعلق العملاقين الأمريكي من ناحية، والتنين الصيني من ناحية أخرى. 
فبينما يترنح الاقتصاد الأمريكي بين مطرقة تداعيات أزمة #كورونا وسنديان أزمات الديون السيادية الأمريكية التي تخطت حدود العقل والمنطق وما تبعها من مخاوف التضخم الذي بدا وكأنه أمر واقع لا مفر من مواجهته،

لا يمكن حل المشاكل المالية بخطى متسارعة دون اللجوء لخطط مدروسة فعليا

وبالرغم من كل المساعي الحكومية الأمريكية الرامية إلى تخفيف وطأة هذا الشبح المرعب من خلال جملة من التسهيلات المالية. يقبع في الطرف الأخر من العالم المارد الأحمر والذي يواجه بدوره مخاوف اقتصادية مرعبة قد تأتي على الأخضر واليابس في حال لم تتحرك الحكومة الصينية لاحتوائها. فليس منا من لم يسمع بعملاق التسهيلات العقارية ايفرجراند وما يحوم حولها من مخاوف تزايد القروض الملقاة على كاهلها دون أدنى خطة واضحة لسداد هذه الديون، والخطر الداهم الذي قد يصاحب انهيار هذه المنظومة بديون تتجاوز حاجز ال 300 مليار دولار

ما زالت مظاهر أزمة الرهن العقاري مترسخة في أذهاننا سيما وأن بعض الدول ما زالت تعاني منها حتى الآن، فإسبانيا وايطاليا مثلا ما زالتا لم تعالجا الآثار المترتبة على عاصفة عام 2008 التي انطلقت من أراضي العم سام. فما بالكم لو أن السيناريو يتكرر بوحشية وثقل أكبر وأضخم بمراحل عما كانت عليه الأوضاع في عام 2008. 

فالتضخم في امريكا قد بدأ فعلا في تصديره الى أوروبا، وقد بدا ذلك جليا في ازدياد أسعار الكثير من السلع الاساسية. والانهيار الوشيك لايفرجراد قد يدمر الكثير مما بناه الصينيون على مدار عقود طويلة من الزمن. 

فالأزمة وان كان ظاهرها مركب بين الشرق والغرب، فإن صداها الى الان لم يسمع في أوساط المال والاقتصاد كون وتيرة تصاعدها ما زالت متباطئة. ولكن ماذا لو وصلنا لنقطة الانهيار الحقيقي وتلا ذلك تزامنا مخيفا بين الصين وأمريكا؟ كيف سيكون شكل العالم حينها؟ 

مما لا شك فيه أن الأزمة قادمة لا محالة، فأسعار الملاذات الآمنة التي تأخذ منحى مرتفع دليل على أن هناك مخاوف بالجملة لدى جمهور المستثمرين من أوضاع الأسواق المالية، ولم يأت هذا التخوف من فراع. فالأرقام حقا مرعبة. 

على كل حال، يبدو أننا مطالبون بالكثير من الهدوء، فالفزع في أوساط المال يؤدي إلى مزيد من التدهور والانهيار تماما كما حدث في أزمات ماضية والتاريخ يشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *