إدارة المخاطر في سوق الفوركس

ما من متداول قرر أن يستثمر أمواله، إلا وكانت الأرباح وتحقيق النتائج المميزة هي أهم أهدافه. وبموازاة التطلع الى تحقيق الأرباح يجدر بنا أن نلقي نظرة على كم هائل من المخاطر قد يحدق بتداولاتنا أثناء التداول في سوق الفوركس، كغيره من الأسواق المالية العالمية. 
فالمخاطر المتعلقة بالتداول في سوق الفوركس ما هي الا مجموعة من العوامل التي قد تودي الى تكبد خسائر للمتداولين في نهاية المطاف. فسوق الفوركس يتمتع بمميزات كثيرة من شأنها أن تكون خطيرة في نفس التوقيت لمن لا يحسن التعامل معها.

إذن ان ادارة المخاطر المالية في سوق الفوركس من اهم الاسس التي يقع فيها المتداول لأنها ببساطه تحدد نسبة المخاطرة على رأس المال، نستطيع تعريف ادارة المخاطر المالية على انها الطرق والاستراتيجيات المتبعة في ادارة المخاطر في عمليات التداول التي تنتج عنها ارباح او خسائر نتيجة لتقلبات الاسعار للحد من المخاسر المتوقعة على رأس المال.

عادة ما يربط وسطاء الفوركس التداول بالتنبيه بالمخاطرة المصاحبة لعملية التداول.

لماذا توجد مخاطر في تداول العملات الأجنبية ؟

عزيزالقارءئ، إن الهدف الأساسي من تداول الفوركس هو تحقيق أرباح عن طريق شراء العملات بسعر منخفض وبيعها بسعر أعلى. وبمقارنة سوق العملات والأسهم، نجد أن على متداولي الفوركس التركيز فقط على عدد قليل نسبيا من العملات على عكس التداول في سوق الأسهم، الذي يحتاج إلى تحليل مئات الشركات والقطاعات واختيار أفضل الفرص الاستثمارية من بينها.

كما أنه يعتبر سوق العملات من الأصول عالية السيولة، وتشمل غالبية عمليات تداول الفوركس على معاملات فورية و عقود آجلة وعقود خيار، ويتميز سوق العملات الأجنبية بوجود ما يعرف بالروافع المالية، التي قد تصبح أحد أهم مخاطر تداول الفوركس.

كذلك، فإن سوق العملات الأجنبية سوق لا مركزي على عكس سوق الأسهم، ويعتبر ذلك من أبرز مميزات تداول الفوركس لأن عدم وجود سوق مركزي يجعل التداول أسهل وأسرع ويصعب أن يتحكم به شخص أو جهة معينة، ولكن قد تصبح تلك الميزة أيضا مخاطرة لأن أي مخاطر في سوق العملات قد تتجاوز أداء الأفراد أو الشركات أو أداء قطاعات بأكملها. ومع ذلك فإذا فهمت أنواع مخاطر الفوركس وتداولت بحذر مع وضع آلية واستراتيجية للتداول، يمكنك التداول بشكل فعال.

.

ما هي أوجه مخاطر التداول في الفوركس؟

مخاطر الروافع المالية ونظام الهامش.

تتيح الرافعة المالية لصغار المستثمرين إمكانية تداول الفوركس بأضعاف حجم رأس المال الخاص بهم، وقد تصل تسهيلات شركة الوساطة إلى تقديم روافع مالية تتجاوز 1000 مرة حجم رأس المال الأصلي.

في تداول العملات الأجنبية، تعمل الرافعة المالية بنظام يسمى نظام الهامش، وهو عن طريق حجز جزء صغير من رأس المال لاتاحة تنفيذ صفقات كبيرة وتحقيق مكاسب مقبولة. ومن الممكن أن تؤدي التقلبات في الأسواق إلى إجبار المتداول على دفع هامش إضافي. خلال أوضاع السوق المتقلبة، سيؤدي الاستخدام العنيف للرافعة المالية إلى خسائر كبيرة قد تتجاوز الاستثمارات الأولية أو رأس المال، لذا نقول أن الرافعة المالية سلاح ذو حدين لأن دخولك صفقة بحجم أكبر كما يزيد لك حجم الأرباح الناتجة عن الصفقة، يزيد أيضا من حجم الخسائر، أو بمعنى أخر الرافعة المالية أداة تكبير، تكبر ناتج الصفقة أيا كان.

فهناك الكثير من المتداولين في سوق العملات الذي يعتمدون على فتح أكثر من صفقة تداول فوركس في نفس الوقت بدون أن يكون هناك حد أقصى للخسارة في صفقاتهم حتى يحققوا مكاسب كبيرة في النهاية. وفي تلك الحالة تقع مخاطرالرافعة المالية بصورة كبيرة، لأن كما ذكرنا قد تكون الخسارة أكبر من حجم مبلغ الصفقة وربما مع تفاقمها تصل إلى ما يزيد عن رأس المال الأصلي، ولذلك يرجى الحذر في التعامل مع الصفقات والروافع المالية خلال تقلبات الأسواق باستخدام عدة تقنيات.

 مخاطر معدل الفائدة وأسعار الصرف.

إن عدم الإلمام بمخاطر التغير في معدل الفائدة يعرض المتداول لخسائر غير متوقعة.

إن سعر الصرف يرتبط ارتباطا وثيقا بمعدل الفائدة في كل بلد، فتميل معدلات الفائدة المرتفعة إلى جذب المزيد من الاستثمار في البلد وعلى عملتها. وعلى العكس سيؤدي انخفاض معدلات الفائدة إلى سحب الاستثمار بما يضعف عملة الدولة ويقلل من قيمتها.

بمعنى آخر، توفر معدلات الفائدة المرتفعة للمقرضين في الاقتصاد عائدا أعلى مقارنة بالدول الأخرى قليلة معدلات الفائدة. لذلك ، فإن معدلات الفائدة المرتفعة تجذب رأس المال الأجنبي وتتسبب في ارتفاع سعر الصرف. ويحدث العكس تماما عند خفض معدلات الفائدة، أي أن معدل الفائدة المنخفضة يؤدي إلى خفض أسعار الصرف.

المخاطر الجيوسياسية – الدولية.

وهنا يجب أن نفرق بين الاحداث الجغرافية أو السياسية من ناحية وبين الأحداث الجيوسياسية من ناحية أخرى.

مثال على الأحداث الجغرافية أو السياسية : تعويم الجنيه المصري – زلزال بيرو

مثال على الأحداث الجيوسياسية : أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة – أزمة شركة ايفرجراند – خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي –  تسونامي وزلزال فوكوشيما …. الخ

مخاطر العمليات أو مخاطر الطرف المقابل.

أهمها على الإطلاق. فالطرف المقابل في التداول أو في أي معاملة مالية هي الشركات أو الأفراد التي تقوم بتوفير الأصول للمستثمر أو تنفيذ صفقته، والتي يتم من خلالها بدء الصفقات. وبالتالي تتمثل مخاطر العمليات أو مخاطر الطرف المقابل في تقصير أو تخلف الطرف المقابل عن الوفاء بالالتزام المبرم سواء في التنفيذ أو تسييل الصفقة.

ولفهم الأمر بشكل أوضح، نقول هنا أن الطرف الأخر في صفقتك عند تداول الفوركس هو شركة الوساطة، التي تقوم من خلالها أو من خلال منصة التداول التي توفرها بتنفيذ أوامر التداول في السوق، فإن سوء اختيارك للشركة أو الوسيط قد يتسبب في مخاطر مباشرة تلحق تداولاتك في حالة عدم تنفيذ الشركة صفقاتك أو تقصيرها في علمية التنفيذ عند الأسعار التي قمت بتحديدها في فتح أو أغلاق تلك الصفقات، واحيانا تصل المشكلة إلى إمكانية سحب أرباحك من الشركة في حالة ما إذا تمت عملية التنفيذ بسلاسة دون مشكلات، لذلك هناك اعتبارات هامة عند اختيار شركة الوساطة، لضمان عدم حدوث أي تلاعب يضر مصالحك أثناء التداول.

مخاطر التداول على أزواج ذات سيولة منخفضة.

السيولة : إمكانية تحويل الأصل المالي الى نقود.

الأصول ذات السيولة العالية مفضلة في التداول بسبب اتخاذها لاتجاهات واضحة هبوطا أو صعودا. بالاضافة لفروقات الاسعار المنخفضة.

الأصول ذات السيولة المنخفضة غير مفضلة في التداول بسبب اتخاذها اتجاها افقيا أغلب الأوقات بالاضافة لفروقات الاسعار العالية التي تتسم بها.

عدم تحمل خسارة أكبر من مقدرتك

نلاحظ في الكثير من الاحيان ان معظم المتداولين يعرضون أنفسهم الى خسارة اموالهم بداعي الطمع وسوء ادارة رأس المال.

استخدام كل الهامش المتاح في التداول.

الدخول بكل ما تملك من هامش متاح في عدد صفقات قليل وهذا يسمى بالـ full margin وذلك على امل تحقيق الثراء بشكل سريع لذلك لا يستمر في هذا السوق الا القليل من المتداولين.

اتخاذ قرارات مبنية على عواطف والمحاولة في تعويض المخاسر بشكل سريع.

اغلب المتداولين يفقد السيطرة عند الخسارة ويحاول الدخول في مزيد من الصفقات على امل تعويض الخسارة بأسرع وقت ممكن، هذا يؤدي الى مزيد من المخاسر لان المتداول في هذه الاثناء يفقد السيطرة على نفسه مما يعرضه الى الوقوع في اخطاء كثيرة.

عدم فهم ارتباط أزواج العملات.

شاهد مقال يوضح العلاقة بشكل أكبر 

مثال:

الذهب – (الدولار استرالي / دولار أمريكي) علاقة طردية

النفط – (الدولار أمريكي / دولار كندي) علاقة عكسية

ومنا خلال ما سبق ذكره، فإن التداول في سوق الفوركس مليء بالمخاطر. مع الاخذ بعين الاعتبار ارتفاع مستويات الربحية التي يمكن تحقيقها.

وفي مقال لاحق سنستعرض امكانية تفادي هذه المخاطر حتى يتمكن المتداول من تحقيق النتائج المرجوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *