السيناريو الأول / يتمثل في قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنسبة 0.50% هذا الاجتماع، وأن بيان الفائدة، والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، قد يتحدث عن المخاوف حيال تباطؤ الاقتصاد، واستمرار تباطؤ التضخم، وهذا بدوره يستدعي الاستمرار في إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو هو المرجح حاليا وفي حالة حدوثه، قد يكون له تأثير سلبي على الدولار بشكل واضح، ولكن على الجانب الاَخر، فإنه يدعم ارتفاع الذهب ومختلف العملات الرقمية وسوق الأسهم الأمريكية.
السيناريو الثاني / هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 75 نقطة أساس، وأنه سيواصل استمرار السياسة النقدية التشديدية لفترة من الوقت حتى يكبح التضخم المرتفع، وهذا السيناريو مستبعد حاليا في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة وعلى رأسها بيانات التضخم، وهذا السيناريو قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار ويعاود التعافي نحو مستوى 105 نقطة مجددا، وذلك سينعكس سلبيا على الذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم الأمريكية .
الأوضاع الاقتصادية وكيف أثرت على قرارات الفيدرالي الأمريكي :
ظهرت العديد من البيانات الاقصادية المهمة والتي تدعم استمرار قيام الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار برفع الفائدة، ولكن بوتيرة أقل وعلى رأسها بيانات التضخم.
بعد أن سجل مؤشر التضخم الأمريكي تباطأ إلى مستوى 7.1% بنهاية نوفمبر الماضي، بأقل من توقعات الأسواق بأن يسجل المؤشر نحو 7.3%. كما أنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت حوالي 7.7% خلال أكتوبر الماضي.
وعلى الجانب الاَخر، شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي تحسنا قويا، حيث ارتفع مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الزراعي بواقع 263 ألف وظيفة خلال نوفمبر، بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بنحو 200 ألف وظيفة. وفي الوقت ذاته، استقرت معدلات البطالة الأمريكية عند مستوى 3.7%. .
ومن ثم، يمكن القول بأن تباطأ وتيرة التضخم خلال الفترة الماضية قد يدفع الفيدرالي الأمريكي نحو إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، وبخاصة وأن ثمار تشديد السياسة النقدية بدأت في الظهور، وهو ما سيجعل الفيدرالي الأمريكي الأكثر حرصا عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية المقبلة.