السيناريو المتوقع لقرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة:
سيناريوهات الفيدرالي تتمثل في سيناريوهين أساسيين:
السيناريو الأول:
يتمثل في قيام البنك الاحتياطي برفع الفائدة ب 25 نقطه أساس في هذا الاجتماع، ولكن بيان الفائدة، والتوقعات الصادرة عن البنك، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، قد يتضمن التأكيد على ضرورة الاستمرار في رفع الفائدة لكبح التضخم المرتفع، ثم قد يلمح الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار في رفع الفائدة وبوتيرة بطيئة خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه، قد يكون له تأثير إيجابي على الدولار ، وعلى النقيض، قد ينخفض كل من الذهب والأسهم الأمريكية ومختلف العملات الرقمية.
السيناريو الثاني:
هو قيام الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير في ظل مخاوف تأثير رفع الفائدة من تعميق أزمة البنوك الأمريكية خلال الفترة المقبلة، والحديث عن ضرورة الإبقاء على الفائدة لفترة من الوقت لتجاوز هذه الأزمة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه قد يكون له تأثير سلبي على مؤشر الدولار وعلى العكس سيرتفع الذهب والعملات الرقمية.
الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي:
ظهرت العديد من البيانات الاقصادية المهمة والتي كان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية ومختلف الأسواق وتدعم قيام الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة رفع الفائدة وعلى رأسها بيانات التضخم.
في هذا السياق، أظهرت بيانات الإحصاء تباين أداء التضخم الأمريكي ، فعلى أساس سنوي، انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي على أساس سنوي إلى 6.0% في فبراير، بما يتطابق مع توقعات الأسواق، وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت نحو 6.4% خلال يناير الماضي.
اما بيانات سوق العمل أيضا جاءت متباينة ، ارتفع التوظيف بالقطاع غير الزراعي بواقع 311 ألف وظيفة، بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت لارتفاع بنحو 224 ألف وظيفة. وعلى الجانب الاَخر، ارتفعت البطالة الأمريكية إلى مستوى 3.6% ، وكانت التوقعات والقراءة السابقة قد أشارت إلى استقرار المؤشر عند مستوى 3.4% .
أزمات البنوك أيضا كان لها دور في التحول الى رفع 25 نقطه :
تعرضت بعض البنوك الأمريكية إلى أزمة وانهيارات قوية خلال الفترة القليلة الماضية وعلى رأسها بنك سيليكون فالي ، و بنك سيلفرجيت، وهو ما أثار المخاوف العالمية حيال إندلاع أزمة مالية عالمية وبخاصة بعدما تعرض بنك كريدي سويس السويسري والذي يعتبر من أكبر المصارف عالميا وتدخل السلطات السويسرية لإنقاذه لعدم حدوث أزمة مالية عالمية جديدة على غرار ما حدث في عام 2008.
هدوء ضغوط التضخم وتباطؤ سوق العمل وبخاصة بعد ارتفاع البطالة، ومحاوله التصدي لأزمات البنوك المصرفيه ،سيزيد الضغوط على الفيدرالي الأمريكي للاستمرار في إبطاء وتيرة التشديد النقدي خلال هذا الاجتماع.